السبت، 17 أكتوبر 2009

العابرون / العابرون / العابرون





لي عادة من الصعب التخلي عنها وهي " الحملقة " في الأرواح البشرية في ممرات الأسواق أو المستشفيات أو الدوائر الحكومية.. لا ترضيني النظرة الأولى , وكم تلبستني و أنا أبتسم أو أعبس أو ابكي و من يرافقني قد يندهش ! لم تعابيري ؟ .. هيَ للــ العابرين .. العابرين .. العابرين





في مساء يكسيني بنبضات قلب مزعجة ارافق احدى صغيراتي إلى عيادة بمستشفى عام .. و بدأت أرقبهم , و أضحك على قصصهم تلك التي لم يرووها لي و لكني قرأتها على ملامحهم , و غصتني العبرة على انكسارهم الذي لم يستطع انشغالهم .. حجبه عني ,! ..
- كان يخرج من المصعد .. يحيطون به خمسة أو ستة .. كانو / عصبة " أصدقاء " / هو على كرسيه المتحرك مجرد " هندي " و هو في الحقيقة : م غ ت ر ب : .. كأني سمعت أغانيهم و تمايلهم على وقع اخبار اهلهم و تقبيلهم لجواز السفر ...! و ذاك الخيط الخفي المتين الذي يربطهم في غربتهم و ما يلبث أن يوهن أذا عادوا لـ الوطن !
للألم و الضعف قدرته الساخرة في جمعنا .. و هل للفرح نفس القدرة ؟
وتذكرت صديقي المغترب و أصدقاءه و انا ارقبهم ..
- وسيييم من النوع الفاخر جدا ً .. قد يكون حلم كل فتاة .. لولا ..... " كرسيه المتحرك " .. و لكن .. ماذا لو كان يمشي بـ " مزاجه " , يعني لم يجعل لأحد " منة " عليه .. كان يحرك كرسيه ذو التقنية المتقدمة بنفسه ,, معتمد على نفسه بشكل يجعلك تخجل من نظرتك الحزينة عليه .. أول ماعدت للبيت وصفت حالته لأختي , قالت / تتزوجينه !!! < بمعنى ماذا لو تقدم لك شخص مشابه لحالته .. , على حسب روايتها أكملت : أنتي عآدي اتوقع منك تتزوجينه !!
- هبة عبآس هكذا نادها الممرض .. " هبة عباس " اخذت اردد اسمها .. و تخيلت انه اسمي .. هكذا يأتي بدون حبل الـ ( آل ) .. حبل ( آل ) سيف ذو حدين ..هو قد يثبت مكانتك في المجتمع و جاهك و حضورك وسط الحشود .. ولكنه على الطرف الآخر قد يلتف حول عنقك و " يهمش " وجودك كإنسان .. كـ فكرة في حال غامرت و غيرت الموجة ..
- قالت لي ممرضة وحدة القلب : انتبهي .. من يدخل ممرات عيادة القلب من الصعب الخروج منها ! فتسائلت : وماذا عن متاهات " الحب " أمن خارج ٌمنها لو بصعوبة ..!!
,!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق