السبت، 6 فبراير 2010

أين ذهب أولاد مريم الـ 7 ؟؟

لازلت اتذكرها وتتسلل إلي رائحتها رغم أنف الزمن و التقدم وهي المرآة التي ركنها الزمن على الرف فلا وقت لديه ليتحمل براءتها عدا إنه ضيع أولادها و فرّق جاراتها فتلك الجارة التي كانت تحمينا من الذئب وهي تهدأ روعنا و تغني لنا : أنا الأم بحميكم !! يُقال انها جُنت بعد أن أكل ذئب المادة أولادها ...! و تلك التي كانت تعطينا الحليب و تنومنا على السرير وهي تغني لنا " أصابعك الولو " .. صنعوا أصابع لنا من أحدث مصانع اليابان فحزنت و خبأت لؤلؤنا ربما نعود يوماً !

كنت محتاجه لهذه الرئة لأتنفس و ازفر حزني .. حين مسكت بيدي صغيرتي و قدتها لمجموعة صغار يتراوحون بين الثانية عشر و الأربع سنوات .. و ارتفعت بعدها صوت صفقات الكفوف و ضحكاتهم و دورانهم... بعد أن كانوا متسمرين حول شاشة صماء تعطيهم ولاتأخذ منهم.. !!


لا أعرف كيف بدأناها .. ولكنها لعبتي والصغيرة دائماً .. بعد أن تمد لي يديها الصغيرتين الندية و اغني لها : لعبيني والاعبك واكسر اصابعك .. اصابعك اللؤلو ...

تجمعنا كحلقة .... و بدأت تنهمر علي طيوف الماضي وصدى ضحكاتنا و ظل السدرة و نحن نحتمي بها و صوت أجراس بائع الزعتر .. و أصواتنا تُنّغم الحياة :
مريم جابت سبع أولاد .. سبع أولاد .. سبع أولاد
أول واحد .. كان نجار .. كان نجار .. كان نجار .. كان بيعمل كدا كدا هوه (( و نمثل أننا ندق بالمطرقة ))
ثاني واحد .. كان خباز .. كان خباز .. كان خباز .. كان بيعمل كدا كدا هوه (( ونمثل أننا نخبز .. ونطير الخبز ))

ونستمر في عد أولاد مريم السبع و نحن نمثل مهنهم و نصفق بأيدينا بعضها ببعض ..

ثم درجنا على " ليلة عيد تعشينا .. تعشينا فاصوليا .. واللحمات المشوية .. " مروراً بــ " طاق طاقية " .. حتى تلك الأم التي تحميهم من الذيب و هو يريد أن يأكلهم .!.

لعبت مع مجموعتي الصغيرة هذه الألعاب المتفرقة و التي كانت تتميز بأنها تجمعنا ولا تجعلنا منطوين على سماعة آي بود أو محتضنين لاب توب متوحدين به ومكتفين به عن العالم أو متخشبين أمام معركة توم وجيري التي لا تنتهي أو

لو رأيتم فرحتهم وقتها .. مالمتوني ثانية على البحث و السؤال والتنقيب عن من قتل أو غيّب أولاد مريم السبعة ! ؟؟

فإحدهن لم تتعدا العاشرة تقول : حلو نلعب العاب الصغار !!!

وهل ضموكِ لعالم الكبار يا صغيرتي !!!!!!!

أطفالنا مهددين بالتشوّه !

و نحن في غمرة الحياة ندهس برائتهم .. ونعتقد " تعمُداّ " بإنهم مبسوطين بحفلة التكنولوجيا المحيطة بهم .. لنكمل حياتنا بعيداً عن ضجيجهم !
,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق