الاثنين، 9 نوفمبر 2009

جالكسي ... كراميل


/
يا الله ..
كيف لقطعة شوكلاته ان تظفر بدمعتي وسط سوبر ماركت يضج بالناس .. كيف لهذا الشيء الصغير الذي اراها دائماً و أتناوله دائما ً ان يجعلني بكل هذه الشفافية المنكسرة الخاطر!!

إنهُ " أبي "
الذي كبرت ولم أعد صغيرته وهن أيضا ً ..!

في مساء معتق برائحة " الوطن " و الوطن كما قرأت يوما ً : " ضوء ومفاهيم إنسانية " و ليس جواز سفر ورقم شخصي .. في سوبر ماركت عام .. أجمع ما أجمع من عدة السهرة التي تنتظرني .. شعرت بإن أحدهم يسلط النظر علي ... احيانا يكون المكان مزدحم جدا ً جدا ً بحيث تكاد لا تلحظ نفسك حتى .. فجأة تشعر بقشعريرة مريبة .. تدرك تماما ًإن أحدهم ينخرك بنظراته ... قبحه الله !!!
يكاد أن يصل إلى عمر أبي , ظل يدور حولي بعربته الفارغه كـ عقله تماماً !! .. حاولت تجاهله و كأن ذبابة فقط تحوم بالمكان .. حتى شعرت بالتعب من هذا القرف وهو ليس تعب / تعب .. ولكنه خوف :"( ..
قطعت علي جولتي السوبرماركتيه بسبب هذا المشووه و لجأت إلى منطقة بدت لي أكثر أمنا ً .. قبل أن أكتشف إنها الـ ستكون محرضة لـدموعي
" مطوع " في سن ابي أيضا ً .. يضع حاجياته عند كاشير البيع .. و قفت في الطابور خلفه , لكي أبعد الأعلى .. فمن يتجرأ أن يقترب من سلطة الدين في هذا المكان !
بدى المنظر للوهلة الأولى عاآآدي جدا ً .. يضع الرجل البقالة قطعة / قطعة .. حتى مرت قطع " جالكسي كراميل " .. وانهالت الذكرى
مساءات بدت لي ضبابية لبعدها عني .. دفء أحضان .. هدووء بال .. و أبي يعود بداية المساء محمل بأكياس البقالة و قطع " جالكسي كراميل " التي يحب و نحب ..

كبرنا !!

هذا ما أبكاني و ظفر بدمعي و روحي .. وسط هذا الجمع

كبرنا !!

وما عاد أبي يحمل لنا الحلوى .. كل مساء

كبرنا !!

و ماعادت التفاصيل الصغيرة .. تدهشنا

كبرنا !!


ورحت أتخيل فرحة عيون صغار هذا " المطوع " و هم يتناولون منه الأكياس


كبرنا !!

بل . . . تغيرنا

كبرنا !!

و باتت مسائاتنا .. حسابات و أعمال و كم بقى في الرصيد و كم سينضاف !

كبرنا !!
و اشتاقك يا أبي

كبرنا !!
و ماعدت أدافع عن أسامه بن لادن و ابي يضحك علي !



كبرنا !!


و ابكي الآن .. و في ذاك اليوم .. وعندما قصصت على " ملاك " الحكاية أعلاه
بعض الذكريات تغيب تماما ً . . حتى يطل جزء من الحكاية .. جزء صغير جدا يكسوك بالحنين .. ووالله إنه أقسى شعور هو الحنين ! فهو ليس حزن و تكرهه ! وليس فرح و تطير معه هو شيء يجعل الريح تصفر في الروح بألحان الأنين .....!
,



مساء الـ 6 / نوفمبر / 2009

هناك تعليقان (2):

  1. يا الله ,
    كيف لقطعة جالكسي أن تبعث كلّ هذا الجمال من مرقده ,
    ياأديم ,
    كبرنا , وكبرنا ...وكبرنا ,
    ومازالت أحلامنا , تحلّق أطفالاً فوقنا ,
    وأرواحنا حالمة ,

    حين كنتُ أتصفّح مدونتك , كان يرافقني صوت مارسيل وأميمة ,ووجدتُ بالصدفة أنّ عود مارسيل يرحل بكِ ,

    رائعة , وأكثر

    ردحذف
  2. أهلا بكــ / محمد

    ليت تلك الأحلام المحلقة فوقنا .. تتساقط على أيامنا كـ ندف الثلج لتلوننا بالبياض


    ممتنة لحضورك الفاخر


    ,

    ردحذف