السبت، 10 أكتوبر 2009

صباح غارق فــ " البياض "







بيااااض
هذا أول ما رأيته اليوم , كان ( وجه أمي ) , وهي توقظني لأكمل قدري .. الساعه تشير الى السادسه نقاءا ,,
*
بياااض
هذا هو لون الكون كما رأيته من شباكي , هو ( الضبــــــاب ) كأن الحياة صفحة بيضاء لم تشوهها خربشة ..
قدري .. يأخذني في هذا ( البياض ) الى مرافقة امي واختي الصغرى لموعد طبي .. لا أعرف سر هذه السكينة الروحيه التي تخيم على أجوائي , كأن لون الكون قد لون ذاااتي ,, بــياض ,الساعه تشير الى الــ ثامنه حياةً
وجـــــــوهــ
هذا كل ما رأيته هناك , مختلفة على ان لاتتفق ,, متفقه على ان اختلافها هو سر بقائها جنبا لجنب ,
( وجه مبستم )
رغم انهم منذ ثواني قد فارقوا سلطان الملذات عند الاغلبية ( سي النوم ) , الا أن كلهم مبتسم .. وتذكرت اخواننا (الله يرضى عنهم ) والاخلاقيات المتفلته ...! المتعذرة بمزاج الصباح ..!
,,الممرضات ,, سواء تلك التي لم يستطع النقاب أخفاء اشراقة عينها المبتسمه ,, أو تلك الاسيويه المغتربة لتبتسم ..! رغم انهم وسط مرضى وتأوهات وجروح .. الا ن الابتسامه حليفتهن الدائمه لمسح الشقاء عنــا وعنهن ..

*
( وجه يُـغــنــي )

يجر خزنة الملفات المتنقله , بكل هدوووء ورضى , ويترنم بأغنية بلهجته المحليه , وخيل الي أني ارى وجه ( غـــاندي ) يبتسم ..!
فها هي الثقافة التي حارب واعتصم ومات من أجلها .. تعبر القارات فارضة وجودها رافضة نفيها ..فهاهم هنا أوهناك في أقاصي الغرب ,, بزيهم ( الساري ) وبـ أغانيهم الشعبية ,, أكثر الشعوب أعتزاز بثقافتهم . .
*
في الانتظار .. وجوه تأتي واخرى تذهب الكل يسعى لكي يكون بصحة أفضل لــ يبستم !
*


( وجه ء ــمر )

يرن موبايلها , ترد ليعلو صوتها ( ألووو , وعليكم السلام... أزايك يــا ء ـــمر ) ...... وانهمر كلاما يتقاطر طيبة كطيب النيل وبعفوية لايشبه الا أهله ...للكلمة سحرها , فأذا كانت طيبه , جميلة .. فكيف يكون مفعولها ..؟!

بالتأكيد حين يبدأ يومك بمثل هذا الترحيب منك أو لك ... سوف يكون ليومك بهجته الطيبه ..!
( وتعود الذاكرة ,, لتعرض صورة وجه عاقد الحاجب متزمت الوجه والخلق لأن مكالمة قطعت عليه صباحه .. فأتمنى فتح معاهد لتعليم ( السحر الكلامي ) )

*

( وجه واثق )

تتقدم والشيب يصبغ شعرها ,لكن خطوتها انشط من ألف شاب , تقدم أوراقها الى الاستقبال وبصوت عااالي تتكلم بــ لغتها , لم تتلعثم وهي تسأل الموظفه هل تفهمين لغتي أم لا ؟ لم ترتبك لخشيتها ان لايفهمها احد , , ,تخـــيل :
أنك تطوف العالم أجمع وانت واثق ان صوتك سيُفهَم اينما كنت , والذي لايفهمك يُعَد متخلف !
لا أعرف .. هل غبطتها أم حسدتها ؟! لكن الأكيد انني شعرة بغضة وتذكرت جامعات الاندلس والطلبه يتوافدون عليها لتعلم صوتي / لغتي


*

( وجه لاجـــئ )

فلسطينية الحلم والوشم , ترافقها أبنتها , خارجيااا لاشئ فيهما مختلف عن بقية الوجوه , دااااخليا ..لاأدري أي غربة قد تعبر عنهما ,
أتخيلها وهي تستيقظ صباحا لتشاهد الكون يغطيه البياض .. فــ تتذكر بياض الكفن .. تطرزه ( زغرودة ) لــ شهيد ,,, أب , أبن , صديقه , أو ربما لــ كانت أبنتها , اغرق في تأملي غربتــ ها لــ يصلني صوت درويش :

أخذوا أمانيه الصغيره
طردوه من كل المرافئ
ثم قــــــــالوا : أنت لاجـــــــــــئ !!

*
( وجه ... شاخ بــإ نكسار )
في كرسيها المتحرك .. يديها مشبعه بخطووط الدهر ..منحنيه بــخشوع للــقدر .. كانت
وحدهــــــــــا !!! إلا ... من خادمتين أحدهما فلبينيه أحسن هندامها كأنها ( ممرضه ) للعنايه .. الأخرى هنديه بدء عليها ملامح الاهتمام العاطفي .. من أستخدم لها هاتين الــ ( مستقدمتين ) وأحسنوا أختيارهما نــــــــــــســــــــــــــــوااا .. أن يحسنوا أخلاقهم .. ويحسنوا مقعدا لهم ينتظر فيه , ملك سيسأل : ( لاتقل لهما أف ولاتنهرمها )

*


( وجه أمــــــــــــــــــي )

أراقب اختي وهي تتأوه لألم تشد عليه الدكتورة , أتألم لها ... أستغرب من شفافيتي اليوم وأضحك عليها .. أرفع رأسي عاليا لأداري دمعتي المرهفه صباحا .. !! أراهـــــ
وجــــــــــــه أمــــــــــــــــي
صامت كما تظهر , لا كما يخفي ... متأمل كما يبدو , متألم بلا شك ! لموقف واحد تبعثرت حزنا ..
فـــــــ تذكرت ثلاثين عاما .. كم من مرة بكينا حمى , ألما , توجعا , شيطنة صغار .. دون ان نعي قلب التي تحملنا
فكم من مرة كتمت هي الآهــه.. وحملت حمل الجبال .. هماً / و / صبـــــــراً
هنــــــــــ ا
دمعه
و
أخرى وأخرى .... أغتسل بها وجهي وصباحي
وحمدت الله أني بت أكبر , وبالتالي أقدر .... على ان أخفي همي عن ( أمــــي )
الى
هنا
وكما أبتدى يومي بابتسامة بيضـــــــاء
أنتهى
بدمعــــ ةٍ بيضـــــــــــاء



/ صباح من مايو 2005 /

,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق